أوتسألون : من هو الفلسطيني ؟؟



هذه مجموعة من الكلمات .... خطرت على بالي فيما كان قلبي يرقص فرحاً
بانتصارات صقور المجاهدين المتتالية و لله الحمد و المنة .. فيما كان العالم
يلهث سعياً لرضا من هم الأدنون عند ربي يوم لا تسأل نفس عن نفس شيئاً و
الأمر يومئذ لله ...
فيما كان الفلسطيني صامــــــــــداً أمام جبروت لا يرحم ...


هذه الكلمات ليست باعثاً للشفقة أو ماشابه ... ليست إلقاءً للوم على أحد
فقد فقدنا الأمل في الجميع !!!!!! ...
و هل يلام إلا من يرجى منه أملاً ؟؟!!

ليست تعزير أو استنكار لا و الله .. إنما هي تعبير بالكلمات عن ماض و حاضر
و مستقبل شعب كان و ظل و مازال صامداً على ارض ليس لها سوى شجاعته .. سوى
حبه لترابها العريق .. ليس لها سوى إقدام يخلق في رحم أم فلسطينية .......


ليس لها سوى نوايا الاستشهاد في سبيل الله تولد في عيني طفل استشهد والده لتوه ....
هي رسم بالكلمات .. كلماتي هي لوحتي .. و ريشــــــــــتي ألـــــــــــوان ....
أما المحبرة .. فهي المنبع .. المورد الصافي لرواء لا عطش بعده !!!


و كانت كلماتي .. تدور و تدور كطاحونة هواء ... صارخة هي .. قوية هي ...
عنفوانية .. تلمح فيها تســـــــــاؤلات و تســــــــــاؤلات .... و ها هي
الكلمات :



أوتسألون : من هو الفلسطيني ؟؟

هو فلاح ينكش أرضاً ... يزرعها ... يملأها ببذور ..
يحمل منجل .. يحصد قمحاً و شعير أو .... حنطة ...
يجني ثمراً .. زيتوناً و برتقال ..
يقطف ما تبقى من عنب .... يتفحص شجر التفاح ... يراقبه من بعيد ..
اذن الفلسطيني ... فـــــــــــــــلاح



أوتسألون : من هو الفلسطيني ؟؟

هو مجاهد يحمل قضية .. يدافع عنها بكل ما أوتي من قوة ... يضحي من أجلها بالغالي و النفيس ...
يفاوض و لكن ...

دون أن يتخلى عن أصله كما يفعل البعض !! ..... دون أن يتخلى عن شموخه ..
ثباته في عمق الأرض ... دون ذوبــــــــــــــــان أو طمس للهوية .. دون
أن يتخلى عن كرامته و كرامة شعبه ....
اذن هو ...... مجـــــــــــاهد



أوتسألون من هو الفلسطيني ؟؟

هو استشهادي في سبيل الله ....
نسي أمر الدنيا و انتبه للآخرة و نعيمها ..
نسي أمر حاجته الدنيوية ..... الفطرية و انتبه لحاجاته الروحية ..
تذكر أن هناك في الجنة سيكون له من الحور العين يختر منها ما يشــــــــاء ..
آمن بالقضية و أنها قضية مع أعداء الدين و الوطن ... إلى يوم الدين ..
حارب و جاهد و سيجاهد إلى يوم النصر على أرذال البشر ..
اذن هو استشـــــــــهادي ..



أوتسألون : من هو الفلسطيني ؟؟

هو لاجيء ... طرد بقوة السلاح و المدفع من أراضيه .. قراه و مدنه ... أجبر
على ترك أرض الآباء و الأجداد بعنف المدافع و الطائرات و لكنه ...

ظل قوياً .. ظل شجاعاً .. ظل بطلاً .. لم ييأس أو يستكين .. لم يهرب ..
دليل ذلك مفتاح العودة .. ذلك المفتاح الذي ظل بيده رغم كل شيء .. أورثه
للأحفاد ... و ستتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل حتى العودة ...

اذن هو لاجيء




أوتسألون : من هو الفلسطيني ؟؟

هو طفل يحمل حجراً .. يقذفه بكل ما اوتيت يمينه من قوة على كومة من حديد "
الدبابة " ..... ووسائل الاعلام تكتفي فقط بالمشاهدة و تسمية هذا الطفل
بـ" طفل الحجارة " ...... أصبح أطفالنا مجرد رقم و صورة في وسائل الاعلام
!! ياللعار !! ياللعار !! يا أشبـــــــــــــاه الرجال !!!!!!!

هو طفل يمسك بالمقلاع و يرمي به وجه عدو غاصب ... يطرحه أرضاً لتأتي الاسعافات لنقله بعد ذلك لمستشفياتهم !!

اذن الفلسطيني " طفل حجارة " ...





أوتسألون : من هو الفلسطيني ؟؟

هو نخلة باسقة طلعها نضيد ... هو شجرة شمــــــــاء أصلها ثابت و فرعها في
السمــــــــاء ... هو جبل صنديد لا تزحزحه الريـــــــاح ... نهر يجري
فيروى الأراضي الظمــــــــأى ... عصفور يغرد فيملأ الأرض شذواً و تغريداً
...
اذن فهو ... جبل .. عصفور .. شجرة شمــــــــاء ..




أوتسألون : من هو الفلسطيني ؟؟

سأقول ... هو رب عائلة وعدت بالذهاب إلى شاطيء البحر فتحولت النزهة إلى مذبحة ...
عائلة بأكملها ... تتناثر أشلاءها على مرمى البصر ..
أوكان يدري ان وعده لأطفاله سيكون وعداً لهم بالشهادة و لقاء الله تعالى في جنة الخلد ؟!!!

تحولت وجوه أطفاله الباسمة إلى قطع و أشلاء .. تحول الفرح إلى تعاسة و شقــــــــاء ..
على كل من عرفهم و كل من لم يعرفهم ...

لاسيما تلك الطفلة ..... طفلة لم تر من الدنيا شيئاً بعد تفقد أباها و
بهذه الطريقة البشعة !! أين أنتم يا من تتربعون خلف كراسي الحكم و
السلطة ؟!!

أين أنتم يا من تتلذذون بتقبيل الأيادي و الانحناء بوضاعة أمام الأحذية السوداء ؟؟

أين انتم يا أشباه الرجـــــــــــــــــــــــــال ؟؟!!!!!
راح الأب و راحت العائلة و الضمير العربي ما زال نائمـــــــــــــــاً !!
للأسف ... لم يستيقظ بعد !!

اذن هو رب عائلـــــــــــة ..




أوتسألون : من هو الفلسطيني ؟؟

هو لاجيء يسكن المخيم ... يذهب كل شهر إلى مركز التموين أو بالأحرى أكثر
من شهر ... يأخذ المواد التموينية من دقيق و سكر و عدس ... حليب و
......... القائمة لا تنتهي !!!!!! و يرجع بهما للبيت و هكذا
دواليـــــــــــــك ..

يعاني الأمرين في سبيل تأمين الماء و الكهرباء ... و لكنه ... مازال يجاهد
في سبيل ..... العودة .. و لن يرضى بغيرها بديلاً .. إما العودة أو
الشهادة ..

و ما دام حياً فلن يعترفباسرائيل... كل هذا و تســــــــــألون : من هو الفلسطيني

\\\\\\\\\\\\\\